
"باريس مدينة التاريخ، مدينة قلب الإنسان وأحلامه." - شارل ديغول
تُعد باريس، مدينة النور، موطناً لبعض من أفضل وأجمل المعالم المعمارية في العالم. وبفضل تاريخها العريق، تُعدّ المدينة وجهة يحلم بزيارتها الأشخاص الذين يستمتعون بالمعالم ذات القصص القديمة. وبينما تستعد المدينة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، فإنها تقدم فرصة ممتازة للزوار لاستكشاف معالمها التاريخية. إليك بعض الأماكن التاريخية التي لا يمكن تفويت زيارتها في باريس:
يعد برج إيفل رمزًا أيقونيًا يمثل باريس، بل وفرنسا أيضًا. قال الناقد المسرحي ألكسندر وولكوت ذات مرة: "برج إيفل هو مبنى إمباير ستيت في باريس". بُني البرج من أجل المعرض العالمي (المعرض العالمي) في عام 1889، ويبلغ ارتفاع البرج 324 متراً. لتجنب الازدحام، فإن أفضل وقت لزيارته هو في الصباح. في المساء، يكون البرج مضاءً بشكل جميل، كما أن المنظر من طوابق المراقبة في الأعلى يخطف الأنفاس. ولتحسين التجربة، يُنصح بحجز التذاكر مسبقاً لتجاوز الطوابير الطويلة.
قصر ملكي في البداية, متحف اللوفر هو الآن أكبر متحف في العالم. يشتهر المتحف باحتوائه على أعظم الأعمال الفنية على الإطلاق، بما في ذلك لوحة الموناليزا. يضم هذا المبنى الشهير 400 غرفة وأكثر من 30,000 قطعة من الأعمال الفنية الرائعة. يعود تاريخ بعض أجزائه إلى القرن الثاني عشر، لذا فإن مجموعات القصر الفنية واسعة حقاً تمتد من الحضارات القديمة إلى القرن التاسع عشر. خلال الألعاب الأولمبية، يستضيف المتحف معرض "الأولمبياد: اختراع حديث، تراث قديم". ويسلط المعرض الضوء على الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في ظهور الألعاب الأولمبية الحديثة. سيستمر المعرض حتى 16 سبتمبر.
كان قصر فرساي مقر إقامة العائلة المالكة في فرنسا منذ عام 1682 حتى قيام الثورة الفرنسية عام 1789. يشتهر القصر بهندسته المعمارية الفخمة، وخاصةً قاعة المرايا وحدائقه الواسعة. في أعقاب الحرب العالمية الأولى، تم توقيع معاهدة فرساي الشهيرة في هذا القصر لإنهاء الحرب وتحديد شروط الاستسلام للطرف الخاسر، بما في ذلك ألمانيا. وحالياً، يُستخدم القصر أيضاً كمبنى تاريخي وطني، حيث يجتمع فيه البرلمان الفرنسي في المؤتمر. لكي تحصل على تجربة كاملة، اشترِ تذكرة مجمّعة للدخول إلى قصور تريانون وممتلكات ماري أنطوانيت.
اقرأ أيضًا, إلى باريس دليل المواصلات للوصول إلى باريس أثناء الأولمبياد
تُعد كنيسة القديس تشابيل تحفة معمارية قوطية أخرى تشتهر بنوافذها الزجاجية الملونة المذهلة التي تصور مشاهد من الكتاب المقدس. أمر ببنائها الملك لويس التاسع في القرن الثالث عشر. تقع في إيل دو لا سيتيه. وللاستمتاع بالكنيسة على أفضل وجه، قم بزيارتها في الصباح عندما تكون النوافذ الزجاجية الملونة مضاءة بالضوء الطبيعي.
بُني قوس النصر بتكليف من نابليون بونابرت بعد انتصاره في أوسترليتز عام 1805. وقد بُني القوس تكريماً للجنود الفرنسيين الشجعان الذين قاتلوا وماتوا في الحروب. يقع في الطرف الغربي من شارع الشانزليزيه. من الأفضل زيارة هذا النصب التذكاري ليلاً ومشاهدة الشعلة الأبدية في قبر الجندي المجهول.
البانثيون تقع في الحي اللاتيني في باريس. وقد أمر الملك لويس الخامس عشر ببنائها في عام 1744 ككنيسة مكرسة للقديسة جينيفيف، شفيعة باريس. تم الانتهاء من بنائها في عام 1789، بداية الثورة الفرنسية. صُممت الكنيسة على غرار البانثيون في روما، وهي تحفة فنية من التصميم الكلاسيكي الجديد. السرداب الموجود أسفل البانثيون هو المثوى الأخير للعديد من المشاهير، بما في ذلك فولتير وروسو وفيكتور هوغو وإميل زولا وماري كوري. إن منظر باريس من القبة يخطف الأنفاس وعادةً ما يكون متاحاً خلال أشهر الربيع والصيف.
اقرأ أيضًا, تسع عمليات احتيال شائعة في باريس ونصائح لتجنبها
في القرن الـ14 فإن كاتدرائية نوتردام هي وجهة أخرى تحظى بشعبية كبيرة لزيارتها في باريس. إنه تحفة فنية من العمارة القوطية التي تقع في جزيرة إيل دو لا سيتيه الخلابة في باريس. بعد الحريق الكارثي الذي اندلع في عام 2019، تجري حالياً أعمال ترميم النصب التذكاري الشهير ومن المقرر أن تنتهي في ديسمبر 2024. للأسف، سيتم إلغاء جميع الجولات أو الزيارات إلى الكاتدرائية حتى ذلك الحين. وهذا يعني أنك إذا كنت تخطط لزيارة النصب التذكاري خلال دورة الألعاب الأولمبية، فقد تصاب بخيبة أمل. على الرغم من الحريق، تظل الكاتدرائية رمزاً مركزياً للتاريخ والأدب الفرنسي.
باريس مدينة يكمن التاريخ في هندستها المعمارية ومتاحفها وشوارعها. تقدم المدينة خلفية لا مثيل لها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024. يحكي كل نصب تذكاري أو معلم تاريخي قصة فريدة من نوعها ساعدت في جعل العالم كما هو عليه اليوم. بينما يجتمع الزوار والرياضيون من جميع أنحاء العالم في باريس لحضور هذا الحدث الضخم، ستتاح لهم فرصة فريدة لاستكشاف مدينة النور بكل مجدها.