شعار سيتاتا

أزمة السودان 2023: صراع على السلطة يمكن أن يتحول إلى صراع حتى الموت

سبتمبر 10، 2024
أزمة السودان

لا يمكن إنكار حقيقة أن السودان واجه انقلابات عديدة وفترات طويلة من الاضطرابات الاجتماعية منذ حصوله على الاستقلال في عام 1956. ومع ذلك، فإن اندلاع أعمال العنف الأخيرة في عاصمته الخرطوم قد كشف للعالم حقيقة الصراعات المتعددة الجارية في هذه الدولة الواقعة في شمال أفريقيا. 

تقع في قلب الاشتباكات قوتان متنافستان: القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو قائدها. كان القائدان، حتى وقت قريب، حليفين عملا معًا للإطاحة بالديكتاتور السوداني عمر البشير الذي حكم السودان لفترة طويلة في عام 2019، ثم عادا معًا لإنهاء الحكومة الانتقالية عبر الانقلاب العسكري في عام 2021. هذه "شراكة المصالح المتبادلة" بين قائد القوات المسلحة السودانية وقائد قوات الدعم السريع، وصلت إلى خاتمتها خلال مفاوضات لدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني كجزء من خطط إعادة تأسيس الحكم المدني. إلا أن الأخير لم يكتفِ باستبعاد المفاوضات بل دعا إلى تفكيك ما وصفها بـ"الميليشيا المتمردة" التي تسببت في فوضى في الخرطوم وما حولها. 

لذلك اندلع القتال خلال ساعات الصباح من يوم 15 أبريل، حيث ادعت قوات الدعم السريع عبر بيان لها أنها سيطرت على عدة مواقع رئيسية في المدينة، وهي مطار الخرطوم الدولي والقصر الرئاسي وغيرها. وبالتزامن مع ذلك، حث الجيش المواطنين على البقاء في منازلهم حيث كانت القوات الجوية منخرطة في مطاردة قوات الدعم السريع. ومع سماع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات من عدة مواقع في جميع أنحاء الخرطوم، حوّل القتال الأحياء التي كانت هادئة في العاصمة ومحيطها إلى ساحة حرب. 

وحتى 18 أبريل/نيسان، دخلت الاشتباكات يومها الثالث. وقد راح ضحيتها ما يقرب من 185 من الأبرياء وأصيب أكثر من 1800 شخص بجروح خطيرة. وقد دعت العديد من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس جامعة الدول العربية والعديد من الدول مثل مصر وتركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إلى الوقف الفوري لجميع الاشتباكات المسلحة في السودان.

ويبقى أن نرى الآن ما إذا كان الوسطاء الإقليميون والدوليون يتدخلون بالطريقة الصحيحة ويحاولون تحقيق الاستقرار في السودان بطريقة تكسر الجمود السياسي الذي طال انتظاره أو تفاقم الوضع لدرجة أنه يؤدي إلى "قتال حتى الموت" بين الفصيلين المتنافسين.

اشترك في مدونتنا للحصول على هذه التحديثات أسبوعياً. لا تنسى أن تتحقق من انستقرام

التأمين على السفر والمساعدة التي تساعدك على استمتع برحلة أفضل

اكتشف لماذا يختار الآلاف من المسافرين سيتاتا عند سفرهم

حقوق الطبع والنشر © 2025 شركة سيتاتا
We've detected you might be speaking a different language. Do you want to change to:
en_US English
en_US English
es_ES Español
fr_FR Français
it_IT Italiano
de_DE Deutsch
hu_HU Magyar
ro_RO Română
ar العربية
pl_PL Polski
pt_PT Português
nl_NL Nederlands
sv_SE Svenska
fi Suomi
nb_NO Norsk bokmål
da_DK Dansk
Close and do not switch language